Saturday, March 2, 2013

عن الخرفان




كان أول لقاء لي وجهاً لوجه مع الخراف في الكاميرون قبل بضعة أيام من العيد الأضحى لعام 1424 ، وباعتباري قاهري قح هالني ما رأيت ، فعلي الرغم من تميز الخراف بقرون كبيرة ومجدولة تصلح لصناعة الخناجر ، الا أنها كانت عديمة الذنب الذي نسميه نحن " اللية " .. تصوروا خروف منزوع اللية ! قد يؤدي هذا لخروج فتوي بأنه لا يصح التضحية به ، لكن بالبحث والتنقيب اتضح ان كافة فصائل الخراف هنا عديمة اللية !

الملحوظة الثانية انها عديمة الفروة ! حيث يقوم مربو  الخراف بحلق الصوف تماما قبل عرضها للبيع لبيعه ، ومن ثم تبدو الخراف كما لو كانت عارية ، أي تفقد وقار الخروف التقليدي في مصر .
وحسبما لاحظت فان الخراف تأتي من اقاليم الشمال حيث المراعي إلي المدن الكبري لبيعها قبل العيد باسبوع ، حيث يقوم بعض التجار باخذ الخراف من مربيها وعمل علامات عليها لتحديد صاحبها ومن ثم يحصلون علي نسبة من الثمن بعد خصم تكاليف النقل والاطعام ، ويحصل المربون علي الباقي.

وفي ياوندي يتحول الملعب الترابي الملاصق لحي بريكتيري المسلم إلي ساحة انتظار للخراف لحين بيعها ، وهنا تنشط عدد من الحرف الموسمية حيث يقوم الصغار بغسل الخروف مقابل 50 فرنك ، كما يقوم الاكبر سنا بربطه للمشتري ، ويقوم اخرون بنقله في سيارات صندوق ، ويبيع اخرون الحشائش  ، ويتواجد متحدثو اللهجات المحلية لتسهيل الترجمة بين الباعة والمشترون ، خاصة ان عدد من الباعة ياتون من تشاد ولا يتكلمون سوي الفرنسية والعربية وبالتالي يحتاجون للمساعدة .
ويستمر السوق حتي نهاية ايام التشريق التي يمكن الذبح فيها بعد العيد ، وبعدها يعود الباعة بما تبقي معهم علي أمل بتحقيق مكسب أكبر في العام القادم .

No comments:

Post a Comment