كان أول لقاء لي وجهاً لوجه مع الخراف في الكاميرون قبل
بضعة أيام من العيد الأضحى لعام 1424 ، وباعتباري قاهري قح هالني ما رأيت ، فعلي
الرغم من تميز الخراف بقرون كبيرة ومجدولة تصلح لصناعة الخناجر ، الا أنها كانت
عديمة الذنب الذي نسميه نحن " اللية " .. تصوروا خروف منزوع اللية ! قد
يؤدي هذا لخروج فتوي بأنه لا يصح التضحية به ، لكن بالبحث والتنقيب اتضح ان كافة
فصائل الخراف هنا عديمة اللية !
الملحوظة الثانية انها عديمة الفروة ! حيث يقوم
مربو الخراف بحلق الصوف تماما قبل عرضها
للبيع لبيعه ، ومن ثم تبدو الخراف كما لو كانت عارية ، أي تفقد وقار الخروف
التقليدي في مصر .
وحسبما لاحظت فان الخراف تأتي من اقاليم الشمال حيث
المراعي إلي المدن الكبري لبيعها قبل العيد باسبوع ، حيث يقوم بعض التجار باخذ
الخراف من مربيها وعمل علامات عليها لتحديد صاحبها ومن ثم يحصلون علي نسبة من
الثمن بعد خصم تكاليف النقل والاطعام ، ويحصل المربون علي الباقي.
وفي ياوندي يتحول الملعب الترابي الملاصق لحي بريكتيري
المسلم إلي ساحة انتظار للخراف لحين بيعها ، وهنا تنشط عدد من الحرف الموسمية حيث
يقوم الصغار بغسل الخروف مقابل 50 فرنك ، كما يقوم الاكبر سنا بربطه للمشتري ،
ويقوم اخرون بنقله في سيارات صندوق ، ويبيع اخرون الحشائش ، ويتواجد متحدثو اللهجات المحلية لتسهيل
الترجمة بين الباعة والمشترون ، خاصة ان عدد من الباعة ياتون من تشاد ولا يتكلمون
سوي الفرنسية والعربية وبالتالي يحتاجون للمساعدة .
ويستمر السوق حتي نهاية ايام التشريق التي يمكن الذبح
فيها بعد العيد ، وبعدها يعود الباعة بما تبقي معهم علي أمل بتحقيق مكسب أكبر في
العام القادم .
No comments:
Post a Comment