Saturday, March 2, 2013

من أنا ؟

أهلا بكم في ذاكرة العبد الفقير إلي الله !
هذه الصفحات والحكايات هي نتاج لعملي في مرحلة من حياتي الدبلوماسية كقنصل، وبالرغم من أن العمل الدبلوماسي كان مشروع حياتي، إلا أن وظيفة القنصل كانت وظيفة لم أحلم بها يوماً، ولم أطلبها، ولكني كلفت بها، والحقيقة أنها أثرت في مجري حياتي بالكامل، وجعلتني أري الحياة ككل من منظور مختلف، فجعلتني أراجع رؤيتي لذاتي ، ولأهدافي في الحياة، ولعلاقاتي بمن حولي.
وبعد أن أصبحت ذلك الشخص الجديد أدركت أنه علي أن أنقل هذه التجربة الحياتية إلي غيري، فلربما يخرجون من القراءة بفوائد تفوق ما نلته من خلال المعايشة، ولربما كنت بذلك أرد بعضاً من الجميل لكل كاتب قرأت له حرفاً منذ تعلمت القراءة، وما أكثرهم، وما أكبر فضلهم علي. 

سأتنقل في هذه الصفحات بين أماكن مختلفة حول العالم ، ربما يكون تركيزي أكبر علي منطقة غرب وسط أفريقيا التي قضيت فيها سنوات رائعة في شرخ شبابي الأول، قد أفارقها قليلاً وأعبر المحيط الأطلنطي لأتوجه إلي الولايات المتحدة حيث يقبع المقر الدائم للأمم المتحدة ، لكني لن أمكث هناك كثيراً، فاسمي وحده كان يطلق الانذار في المطارات الأمريكية ولم يعفيني جواز سفري الدبلوماسي من أن ألقي معاملة أعضاء تنظيم القاعدة، بعدها سأنتقل مباشرة لأعبر الصحراء العربية واستقر علي ضفاف الخليج لكي أقضي سنوات عاصفة تأثرت بشدة بما وقع علي أرض الوطن ، لكن ذلك لن يمنعني من أن أحكي عما دار لي في الشرق الأدني، يجب ألا أنسي ما دار في الهند، وأن أذكر لكم ما حدث في شمال الصين وغربها وأقصي جنوبها، كما لن يمنعني من سرد ما وقع في قرطبة وغرناطة، والذي يتناقض كلية مع ما وقع في عاصمة الضباب وسواحل القنال الانجليزي.   
وعلي عكس صيغة البراء من التشابه مع الواقع، أؤكد أن جميع الأحداث الواردة علي هذه الصفحة حقيقية 100% ، وكافة الشخصيات والتصرفات كنت شاهد عيان عليها. وأدرك من الآن أن الكثيرين سيصفونني بالادعاء وسعة الخيال، ولكم أسعد بهذا الاتهام، فهو شرف لا أدعيه، لكن الحقيقة دوما تفوق الخيال، ويصعب علي صاحب القلم أن يكتب نهاية صاغها القدر.

No comments:

Post a Comment