Friday, January 23, 2015

#مصرع_أميرة (1)

#مصرع_أميرة (1)

مسرح العمليات
تدور الأحداث في دولة «بامبوتوس»، التي توصف بأنها إفريقيا المصغرة، وعلى الرغم من أن مساحتها لا تتجاوز ثلث مساحة مصر، وأن سكانها لو اجتمعوا في مدينة واحدة، لكان تعدادهم يساوي بالكاد سكان القاهرة، فإن هؤلاء السكان يمثلون نحو 275 عرقية مختلفة، تتحدث كلٌّ منها لغة خاصة، وتفخر بهويتها المستقلة.
ويتناسب الوضع الجغرافي للبلاد مع هذا بشكل كبير؛ ففي أقصى الشمال مناخ صحراوي، تصل درجات الحرارة فيه إلى خمسين درجة في النهار، ودرجتين في الليل، وفي الوسط والجنوب والغرب مناخ استوائي، تراوح فيه درجات الحرارة بين 15 و27 درجة، طوال العام، مع وجود أمطار غزيرة، قد تستمر يومين من دون انقطاع، وعلى ساحل المحيط الأطلنطي تصل الرطوبة إلى درجات قاتلة.
وفي أقاليم البلاد العشرة، تتناثر العرقيات الكثيرة بشكل مثير للاهتمام، فإقليما الشمال والشمال الأقصى الصحراويان تسكنهما أغلبية من قبائل «الفولاته» المسلمة، الناطقة بالفرنسية، التي تنتشر في وسط وغرب إفريقيا، وفي شمال الغرب وجنوبه تنتشر قبائل مسيحية ووثنية، ناطقة بالإنجليزية، وفي الوسط والجنوب والشرق والغرب تنتشر قبائل مسيحية ووثنية، وقبائل «الهاوسا» المسلمة، وكلها ناطقة بالفرنسية.
كما سبق للبلاد أن كانت مستعمرة ألمانية، حتى الحرب العالمية الأولى، ثم قسمت بين الفرنسيين والبريطانيين، حتى استقلالها عام 1960.
إن «بامبوتوس» دولة مثيرة للاهتمام بحق، وخليط من اللغات، والأديان، والقبائل، يصعب وجود مثله، ويكفي للدلالة على ندرته تصور أن سكان شبرا لهم لغة خاصة، وحالما يصل أحدهم إلى  ميدان رمسيس؛ فعليه أن يتحدث باللغة «الرمسيسية»، ويترك لغته «الشبراوية»، أو يتحدث الجميع «الفرنسية» مثلاً.
ومن هنا يصبح للأمية في هذا البلد معني آخر، فالأمي في «بامبوتوس» هو من لا يتحدث سوى خمس لغات محلية على الأقل.

No comments:

Post a Comment